رسالة الأمين العام

أيها الأخوة الزملاء في المجتمع الصحيّ العربيّ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

يعقد المجلس العربي للاختصاصات الصحية في 11/ فبراير (شباط)/ 2023 احتفالية مركزية (كرنفالا) بمناسبة الذكرى التأسيسية الـ(45) لإنشاء المجلس، ولسوف تزهو الاحتفالية وتزدان – بإذن الله- بالتقاء المؤسسين وأصحاب المعالي وزراء الصحة العرب، ووفد من جامعة الدول العربية وشركاء المجلس، فضلا عن أعضاء الهيئة العليا واللجان التنفيذية للمجالس العلمية، وسوف يتخلل الاحتفالية احتفاء بالمتخرجين من برامج المجلس العربي للعام 2022، وتكريم المتفوقين منهم، وكلنا أمل أن يُتاح إقامتها كل سنة إن شاء الله.

وقد ارتأينا -في المجلس العربي- أن نولي هذا الأمر الأهمية التي يستحقها على مستوى الدول الأعضاء في المجلس بما تؤشر عليه "فعّالية الاحتفال" من معاني عليا ورسائل سامية للمجتمع حول دور المجلس العربي وقيمة خريجيه ودورهم في التطور الحضاري لمجتمعاتهم وأمتهم، فنؤكد من هذا المنبر على ضرورة الاحتفاء بهم في كل دولة، وتثبيته احتفالاً دوريًا وسُنة دائبة كل حَوْل، حيث تفخر الدول بخريجيها وتُعلي من شأنهم، وتؤشر على عِظم مُنجزهم ورفعته ونبالته وقيمته في المجتمع. وإن تأكيدنا على ضرورة الاحتفال وتكريم المتفوقين - والذي لا يقتصر فيه اهتمامنا على التفوق بالاختصاص فقط وإنما الرغبة إليهم أيضًا بالاهتمام بالبحث والنشر العلمي والإنجاز فيه- هو في الوقت ذاته رسالة تحمل في طياتها دعوة لكل متدرب في الإختصاصات الصحية، أن يحذوَ حذو المتفوقين ويجتهد اجتهادهم، وأن يبذل قصارى وسعه وجِده للتميز والسير على غرارهم حاديه قول الشاعر:

"وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم     إن التّشبهَ بالكرامِ فلاحُ"

ليبقى نَسغُ المنافسة حاضرًا في ذهنه جاريًا في عروقه يصنع سموه العلمي ويذكي حماسته وامتيازه.

إن الاحتفاء بالمتخرج في مؤسسات التعليم العالي سُنة متبعة وعادة مستحكمة فيها، وهي استحقاق لكل الخريجين الذين يتأهلون بعد تخرجهم لدور جديد في أطوار حياتهم حيث ينتقلون من دور المتعلم الناهل من موارد العلم الساعي لكسب المهارات والكفايات المهنية، إلى دور مزدوج يجمع بين التطوير المهني المستمر واستقلالية العمل، ومن طور المتدرب الذي يحتاج إلى من يشرف على عمله تصويبًا وتقويمًا، إلى طور من يتحمل مسؤولية عمله وينطلق في مدارج الحياة؛ لتأدية دوره الرسالي في خدمة المرضى والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم، وهو الدور الإنساني السامق النبيل في قيمته، والباسق في هدفه وغايته والْمُسهِم في تطوير النظم الصحية والمعرفة الطبية. فقد أوفى كل واحد منهم بعهده من الجد والاجتهاد، وحان يوم التكريم والفرح بروعة إنجازه ومُستَحَقِ اجتهاده.

وحتى يكون للمناسبة معناها الأكاديمي، وقيمتها العلمية وأثرها البالغ، وعهدًا لاينسى من الذكريات؛ فسيُعقد على هامشها ندوة علمية مفتوحة تناقش مسيرة المجلس وإنجازاته وفرص تطوره، يشارك فيها نخبة من أهل الفكر العلمي والاختصاص من مؤسسات صحية مختلفة، تثري توجهات المجلس العربي، وتؤشر على مسارات المستقبل وآفاقه الجديدة، وتلفت الانتباه إلى معطيات عالمنا المعاصر المتغيرة، ومتطلباته اللازمة لصناعة النجاح وتثبيت أركانه ومقوماته.

إن من أهم تطلعاتنا الناهضة اليوم في المجلس العربي بناء علاقات متينة مع الخريجين تقوم على الثقة والشراكة واستمرارية انتمائهم وحضورهم معنا فكرًا وعملًا، ونحن نتوسل لهذا وسائل شتى كي نُفيد من خبراتهم وكفاياتهم ونستثمرها في تطوير أفكار المجلس وأعماله وبرامجه ومرئياته، وهذه الكرنفالية هي باكورة أنشطة نحب أن نستأنفها في المستقبل ونرسّخ فكرتها ونُزخّم حضورها، وفي هذا السياق أيضًا تأتي فكرة تأسيس "منتدى خريجي المجلس العربي"، وستكون لنا رسالة خاصة حوله في قابل الأيام إن شاء الله، والدعوة مفتوحة لكم كي تتحفونا بأفكار نيرة تسهم في إثراء هذه النوايا والجهود، وتحسّن من مستوى عطائنا على نحو يليق بمجتمع نخبوي راقٍ مثلكم.

نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والعون على الرشاد

تحياتي المخلصة

أ.د عمر الرواس